بقلم : عبدالرحمن عبد العزيز المطوع
اشلون يومك بدونه .. ودي اضمه.. أكثر واحد اشتقت له .. ما استوعبت إلا لما عشت اللحظة هذه .. ما توقعت أني أستطيع أصبر .. شيء يمشي في عروقي .. دخلنا وتورطنا .. صار أسلوب حياة .. 24 ساعة معاه .. أحيانا أنام وهو معي .. وحشني .. تقلق بدونه .. مشتاق شوق كبير للتواصل معه.. اشتقت له.. يخليك تهستر.
هذه الكلمات تجدها بعد الدقيقة العاشرة في الحلقة، وهي مشاعر وصف بها مجموعة شباب حياتهم بعدما انقطعوا عنه اثنا عشر يوماً فقط .
أعد قراءة الكلمات مرة أخرى، وقِفْ مع تلك المشاعر وقفة… إنها ليست وصفاً لفقْد إنسان حبيب أو قريبٍ، بل هي وصف لحبيبٍ لا مشاعر له، وقريبٍ لا روح فيه، ومعشوقٍ لا قلب معه، فهل تخيّلت شيئاً لا مشاعر له ولا روح ولا فؤاد؛ يأخذ كل مشاعرك وروحك وقلبك!!!
إنه ولهٌ وهُيامٌ عجيب، فهل يستحق المهووس فيه كل ذلك؟؟؟
هؤلاء الشباب كانوا يصفون جوالاتهم بعدما انقطعوا عنها قسراً لمدة اثني عشر يوماً، ليشاركوا في البرنامج الواقعي المميز ” زد رصيدك ” في قناة ” بداية ” التي يتابعها ملايين الشباب.
كلمات مؤلمة؛ تصف حجم الإدمان الذي تسلل إلينا، ودخل في جميع تفاصيل حياتنا، إنه الإدمان الافتراضي الذي أبعد القريب بموجباته، وقرب البعيد بموبقاته، وألغى الإنسان وواجباته.
ألتقيت معهم في خيمة قرية “زد رصيدك” بعد مرور ستة وأربعين يوماً، منقطعين عن ( أجهزتهم الخلوية )، استمعت لهم واستمعوا لي، حدثتهم عن الإدمان الإلكتروني، وعن عدد الساعات الكفيلة بزرع الإدمان على الهاتف الذكي؛ اندهشوا وانصدموا، لا لأن عدد الساعات المفترضة كثيرة، ولكن لأنهم اكتشفوا أنهم يجلسون على جوالاتهم أكثر من الساعات المفترضة لخلْق الإدمان، اكتشفوا أنهم يعانون من الإدمان المركب.
تحدثت معهم عن مظاهر هذا الإدمان، وعن الأوهام التي يعيشونها؛ ومنها وهْم القراءة، ووهم الثقافة، ووهم ملاحقة الأخبار، ووهم تعدد المهام.
تحدثت معهم عن إحصائيات، عن الحوادث، عن ما سيسببه الهاتف الذكي في حياتهم لو لم ينتبهوا لما يقومون به؛ سواء على المستوى الشخصي أو المهني أو الاجتماعي أو المجتمعي.
خرجت من اللقاء وذهبت للفندق، وهالني ما رأيت من حجم الرسائل التي وصلتني في الواتس اب وانستقرام وتويتر والسناب شات، فقلت في نفسي سأطلع عليها في الصباح ( وهذه إحدى طرق العلاج )، وبالفعل في الصباح تصفحت ما وصلني؛ فوجدت العجب العجاب من المتابعين للحلقة، وكيف أثرت فيهم، ووصلتني وعود وعهود بأنهم سيقومون بوضع حد فاصل لجوالاتهم، كما جائتني رسائل عقدت العزم على البدء في تطوير ذواتها وتنميتها.
فرحت جداً لما قدمه هذا اللقاء من ضرب ناقوس الخطر للبيوت والعقول والأرواح والقلوب.
أشكر د/ محمد السيد مهندس البرنامج الرائع “سواعد الإخاء”، والذي -جزاه الله خيراً- تنازل عن حلقته المزمع إقامتها في الخيمة، في سبيل أن أقدم هذا الموضوع، بل وطلب مني ذلك؛ لما لهذا الأمر من تأثير على الأمة.
كما أشكر الرائع/ ناصر الغامدي على محاورته لي في خيمة القرية؛ والذي وجدته مميزاً في تقديمه وطرحه.
اليكم القصة الكاملة على موقع
أترككم مع الحلقة. مدتها 1:29:00، ولضيق الوقت لم أفصل في العلاج، وسأقوم بطرحه في حسابي Boafnan على السناب شات
[c5ab_video title=”” url=”https://www.youtube.com/watch?v=hmCryB9CLH4″ ]
والمزيد من الصور
