أبدع الله نظام الكون، إذْ أقامه بالقسط والميزان ، وسخّره للإنسان الذي جعله فيه خليفة، ومن نظام الكون العام يستمد الإنسان النُظُم المتنوعة التي تهمّه في حياته اليومية، بل يستمدّ ما به يرتقي في سُلّم التعلّم والتطوّر والترتيب من كل مخلوقٍ ألهمه الله؛ فبنى حياته على أحسن نظام، وأقامها على أجود ميزان ، أهّلها لأن تكون نموذجاً للإنسان العاقل، ومن تلك النماذج الرائعة؛ النمل والنحل والطير وغيرها.
ومن هذه المنطلقات، واستفادةً من النماذج المضيئة، واستكمالاً لمسيرة العلم المتطور كل يوم؛ استطاع الإنسان أن يبني نظام حياته الفردية والجماعية، على اختلاف بين الناس بشكل فردي أو جماعي في مدى الاستفادة والقدرة على الاستنباط واختيار النموذج الأمثل، ومن ثم محاكاته ثم تطويره بما يتناسب مع تقدّم العلم ورؤية الإنسان والهدف المشروع.
وعلى ذلك تم إنشاء المؤسسات المختلفة في أهدافها ووسائلها وأساليبها، ومن تلك المؤسسات مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الخيرية، والتي تهتم بإيصال الخير من المجتمع وإليه، وتسعى لخدمة الفرد وتوفير متطلّباته المتنوعة، رغبة في الأجر والثواب، واستصحاباً لنيّة الإفادة والخدمة أكثر من غرض الربح والتجارة… ومن هنا كان لا بد أن تتمثّل الجمعيات الخيرية عناصر الجودة الشاملة، والمؤسسية الحقيقية، أكثر من أي جهاتٍ أخرى ربحية أو ذات مقاصد أخرى، كما لا بد أن تكون هي أكثر الجهات تأثرّاً بنظام الكون العادل، وبنماذج العوالم المُرتّبة التي خلقها الله فيه، بل لا بد أن يكون إنسان الخير -أيّاً كان موقعه في مؤسسة الخير- أكثر تمثّلاً واستفادة وتطوّراً من العوالم التي ألهمها الله نظام حياتها، لأن الله خلق له جوهر التكليف، فجعل له العقل، وبه أيضاً استحقّ أن يكون الإنسان هو الخليفة في الأرض.
ومن خلال نظرة شاملة اليوم لسير الجهات الخيرية؛ نجد منها نماذج رائعة، بينما نجد أخرى – للأسف- نموذجاً سيئاً في المؤسسية والترتيب، حتى تكاد تجزم أنها لا تمتّ للخير بصلة، أو للنظام بقُربى، بل تستطيع أن تقف إجلالاً لعالم الطير أو الحيوان، حينما تقارنه بما يحصل في مؤسسة تدّعي الإنسانية، وترفع شعار الجودة والمؤسسية.
ما لفت نظري في هذا المجال؛ هو حضوري في إحدى الفعاليات حيث رأيت مؤسسة رائدة عالمياً، وكان سرّ نجاحها هو نظامها الذي قام على العدل والميزان، فضمن لها الاستمرار والتطور، واكتسب القوة والسمعة الطيبة، وكذا أفرادها الذين آمنوا بمثل ذلك وساروا عليه، حتى رأى كل واحدٍ منهم نفسه وقفاً على المشروع؛ يعمل لفترةٍ معينة ثم يسلم القيادة لأخيه، فيواصل المسيرة، ويحسن السيرة، وما أشبه هذا بسرب الطيور المهاجرة، إذْ تطير مجتمعة، مشكّلة الرقم (سبعة)؛ من خلاله تتناوب القيادة، وتتهيّأ في الطوارئ للمساعدة، ثم لا يعيقها في الطريق نعيق ولا صياح، كما لا يثنيها عن هدفها تعثّر أو إصابة، فما أجلّ هذه المعاني، وما أروع تلك النماذج، والتي تتجلّى أحلى ما تكون في الإنسان الصادق، والمؤسسة الرائدة، حيث تُضاف إليها معانٍ أخرى، تكسوها بالجمال، وتضفي عليها من صفات الكمال، لأنها اهتمت بالإنسان؛ عقلاً وروحاً وجسماً، ولم تغفل جانباً على حساب آخر، فقد رأت من حقها على نفسها وعلى أفرادها أن تعطيهم كما تأخذ منهم، وأن تودّعهم كما تستقبلهم، وبمثل هذا استحقّت أن تكون في الصدارة، وتنال الجدارة، وتثبت ذاتها من بين آلاف المؤسسات الشرقية والغربية، وتُتوّج بالدروع والمكافآت والجوائز، على المستوى العام والخاص، وعلى مستوى الأفراد والجهات، تلكم هي مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية، وتلك هي وقفتي معها حينما رأيتها شامخة راسخة، ورأيت رؤسائها الخمسة الذين مروا على المؤسسة وكل واحد منهم سلم القيادة لأخيه ليكمل المسيرة…فبأمثالهم نشعر بالفخر، ولهم نرفع حروف الشكر والتقدير
رؤساء الجهاز التنفيذي
1984-2016
د.هانى البنا أحد مؤسسي الإغاثة الإسلامية ثم مدير تنفيذي ثم رئيس 1984-2008هارون عطا الله مدير تنفيذي 2003-2008
صالح سعيد 2008-2011
دكتور محمد عشماوي 2011-2015.
ناصر حاج حامد 2016.
نبذة عن تاريخ الإغاثة
مرت الإغاثة الإسلامية منذ نشأتها عام 1984 بعدد من المحطات التاريخية الهامة ,, فيما يلي عرض لأبرز تلك المحطات
1984
دفعت المجاعة في القرن الإفريقي الطلاب حينها في جامعة برمنجهام من بينهم الدكتور هاني البنا والعديد من المتطوعين إلى تأسيس منظمة الإغاثة الإسلامية. وتم إطلاق نداء من أجل أفريقيا وجمعت التبرعات من المنازل والمساجد. وكان من بين أوائل المتبرعين صبي في التاسعة من عمره.
1985
اتخذت الإغاثة الإسلامية صندوق بريد في برمنجهام. وكان أول مشروع قامت بتنفيذه هو عبارة عن مزرعة دواجن في السودان. بعدها استأجرت الإغاثة مكتبًا صغيراً قام فيه المتطوعين بتوزيع المنشورات التي ساعدت على جمع ما يزيد عن 100,000 استرليني لمواجهة المجاعة في أفريقيا.
1986
تأسيس صندوق الزكاة لتمكين الجهات المانحة من دفع الزكاة السنوية لمنظمة الإغاثة وفقًا للمبادئ الإسلامية. وشاركت الإغاثة في صندوق اليتيم والأرامل الإسلامي, حيث قدم الصندوق الرعاية لنحو 200 طفل أفغاني. وفي ذات العام بدأ تدشين مشروع كفالة اليتيم.
1987
تم تنفيذ مشروع الأضاحي الأول في باكستان لصالح اللاجئين الأفغان, تلاه مشاريع الأضاحي في ملاوي والسودان وأفغانستان وأماكن أخرى.
1988
كانت فيضانات السودان بمثابة نقطة تحول للإغاثة الإسلامية, حيث تم رصد نحو 200,000 استرليني, وكانت بمثابة أكبر عملية إغاثة وقتها.
1989
تسجيل الإغاثة الإسلامية تحت قانون الشركات وكذلك لدى مفوضية العمل الخيري في المملكة المتحدة.
1991
قدمت مساعدات بنحو 200,000 استرليني للمتضررين جراء زلزال إيران. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي ارسلت مساعدات لإغاثة اللاجئين في شمال ألبانيا والشيشان.
1992
تقديم المساعدات الإسانية للمتضررين بعد حصار سراييفو أثناء الحرب على البوسنة. وفي ذات السنة تم نقل مقر الإغاثة الدولي إلى منطقة ديجبث في برمنجهام وهو المقر الرئيسي حتى الآن.
1994
كانت الإغاثة الإسلامية أول منظمة إسلامية غير حكومية تحصل على تمويل من الحكومة البريطانية, حيث تلقت 180,000 استرليني لتمويل مركز التدريب المجتمعي في شمال كردفان بالسودان.
1995
بعد مذبحة سربنيتشا في البوسنة قامت الإغاثة الإسلامية بتوفير أكثر من 700 طن من المساعدات في الوقت الذي زادت فيه حدة الأزمة الإنسانية. وبعد اندلاع الحرب في الشيشان كانت الإغاثة أول وكالة تقدم المساعدات في غروزني.
1997
بدأت شركة تيك الدولية وهي شركة انشئت لإدارة إعادة تدوير الملابس الممنوحة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عملها في المملكة المتحدة.
2001
بدء الإغاثة الإسلامية في تنفيذ مشاريع الوقف وإحياء التقاليد الإسلامية العظيمة من العطاء الخيري ذي الفوائد الجارية.
2003
توقيع إطار الشراكة مع المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية ويعد ذلك إقراراً بقدرة الإغاثة الإسلامية عبر العالم على تقديم المساعدات على مستوى عالٍ.
2004
تم منح الدكتور هاني البنا وسام الامبراطورية البريطانية على عمله الإنساني.
2006
وقعت الإغاثة الإسلامية على اتفاقية برنامج الشراكة مع وزارة التنمية الدولية البريطانية مما يعد إعترافًا بقدرة المنظمة على إنجاز الأهداف الإنمائية للألفية
2009
تصنيف منظمة الإغاثة الإسلامية الأعلى في مؤشر الـ 250 للأعمال الخيرية في المملكة المتحدة, مما يعكس جهود الموظفين والمتطوعين الكبيرة في السنوات الأخيرة.
ومع اتمام منظمة “الإغاثة الإسلامية” عامها الثلاثون, لا يزال تاريخها حافلاً بالانجازات والنجاحات المتتالية, وذلك بفضل الله أولاً ثم بجهود القائمين عليها والمانحين في شتى أنحاء العالم
تعرف على المزيد على الموقع التالي