أخي الحبيب الدبلوماسي الإنسان عبدالله الخبيزي..لله درّك أن تتوج فارساً من فرسان العمل الخيري..وأن يذكر اسمك في سجله المشرق الذي طالما حفل بأسماء قامات وقيادات إنسانية كبيرة(العم عبدالله المطوع والعم عبدالرحمن السميط والشيخ نادر النوري والعم برجس البرجس والعم بزيع الياسين والاخ عبداللطيف الهاجري رحمهم الله، والعم يوسف الحجي والدكتور عبدالله المعتوق والعم حمود الرومي والعم أحمد سعد الجاسر حفظهم الله وغيرهم)، هؤلاء الذين سيخلد التاريخ أسماءهم في لوحات العز والشرف والتكريم.
لله درّك أن تكون أحد النبلاء الذين شغفوا بالعمل الخيري حبا وسعوا لرفعته ودعم رسالته وعملوا لتحسين صورته وتعزيز مؤسسيته ..فلم تحل قيود العمل الرسمي وتعقيداته المكتبية دون أن تنفتح على الجمعيات الخيرية الكويتية وأن تتواصل مع مسؤوليها في ممارسة مهنية راقية وبناءة بهدف تحسين أدائها ورفع راية دولة الكويت عالية خفاقة بفضاء العمل الإنساني الدولي في ظل الظروف المعقدة التي يشهدها العالم.
كنت مبدعا حينما أنشأت نظاما الكترونيا فريدا من نوعه بمنطقة الخليج لحماية العمل الخيري الكويتي وتحصينه بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الكويتية، لتضيف إلى مركزية دولة الكويت في العمل الإنساني العالمي بعدا جديدا من الرعاية الرسمية والحماية القانونية للعمل الأهلي الخيري.
وكنت منصفا ومحفزا وداعما بإشاداتك المتكررة بالعمل الخيري والدفاع عن مسيرته والمشاركة في العديد من فعالياته في شراكة فاعلة بين وزارة الخارجية وتلك الجمعيات، عاكسا صورة ايجابية جديدة وواعية ومدركة للمسؤول عن هذا الملف المهم بوزارة الخارجية.
لقد شكلت بحسن أدائك واضطلاعك بواجبك الرسمي والإنساني روحا جديدة في التعاطي مع وزارة الخارجية فاكتسبت حبا جارفا من القائمين على العمل الخيري تجسدت مظاهره في “تظاهرة الحب” التي نظمتها الرحمة العالمية، ودعت إليها الجمعيات الخيرية لكي تؤدي واجب الشكر والثناء لك عرفانا وامتنانا بما قدمته من جهود مباركة، كما جاء في الحديث الشريف “لا يشكر الله من لا يشكر الناس” ، فخالص الشكر والتقدير لك على جهودك الطيبة طوال السنوات الماضية.
أخي الحبيب عبدالله الخبيزي..لقد أديت دورك وزيادة فنلت شرف تقدير أهل الخير لك، وما أعظم هذا الشرف وأجله ..وأدركت قيمة العمل الإنساني ومنحته حظا وافرا من وقتك وجهدك فوهبك مكانة رفيعة في قلوب هذه النخبة الكريمة..وأسست لمرحلة جديدة من الأداء الرسمي الرفيع مع الجمعيات الخيرية الكويتية فحظيت باحترام الجميع في الوزارة وخارجها.
لقد ضربت المثل والقدوة في العطاء والتفاني والإخلاص ، فأتعبت من خلفك في سهرك الليالي لانجاز العمل، وإيثار “الدوام” يومي الجمعة والسبت على الراحة من منطلق حرصك الشديد على خدمة المحتاجين والمنكوبين والأيتام، وستكون بإذن الله بهذا العطاء ملهما وموجها للشباب الطامح للنجاح وخدمة وطنه.
أخي الحبيب عبدالله الخبيزي ..يعز علينا نحن العاملين في العمل الخيري أن تترك هذا الموقع الذي أثريته بفكرك الجديد وهمتك العالية وحركتك الدؤوبة ..لكن عزاءنا أنك ستمثل الكويت في وفدها الدائم في مدينة جنيف، فمن نجاح إلى نجاح ومن تميز إلى تميز بإذن الله ، والأمل يحدونا أن تواصل هذه المسيرة المضيئة التي دشنتها في الكويت وقدمت خلالها نموذجا يحتذى على المستوى الدولي.. وعزاؤنا أيضا أنك تركت نهجا خلاقا، وأقمت الحجة على من سيخلفك في إدارة هذا الملف.
ولا ريب أن من يعمل لدينه ووطنه ومن يحرص على أنسنة رسالته ووظيفته يحظى بحب الآخرين، فكثير من العلماء والمبدعين وصناع الحضارة نالوا هذا الشرف الرفيع بعطائهم وإخلاصهم وبصماتهم، واحتلوا مكانة مرموقة في قلوب الناس، لم تمنحها لهم الوظيفة الرسمية مهما كانت وجاهتها.
بارك الله في جهودك الناجحة أخي الحبيب عبدالله الخبيزي ، وأدام عليك هذا الحب العارم، وأعلى من شأنك ورفع قدرك في الدنيا والآخرة ، وأسأل الله لك مزيدا من التميز والنجاح والنبوغ في عملك الجديد، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا بقيادة قائد الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد وسائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخوك المحب
عبدالرحمن عبدالعزيز المطوع