حبانا الله فضلاً بالتكنولوجيا الحديثة، وإذا كان كل شيءٍ تقريباً سلاحاً ذو حدّين كما يُقال؛ فإن هذه القاعدة أكثر انطباقاً على هذه التكنولوجيا بأدواتها وعناصرها ووسائلها، وقد لا يكون الحدّ الآخر مُستخدماً للشرّ أو الضرر، ولكن قد يُساء استخدامه، أو على الأقل لا يتم استخدامه الاستخدام الأمثل واللطيف، بحيث لا يتم من خلاله إزعاج أحدٍ أو إشغاله، وما أريد لفت النظر إليه هنا هو كثرة إرسال الملفّات بأحجامها المختلفة في مواقع التواصل وخاصة في تطبيق الواتساب،
بل أكاد أجزم أن كثيراً من الذين يرسلون أو يعيدون الإرسال لم يقرؤوا تلك الملفات أو حتى يطّلعوا عليها، مع أن هذه الفئة تُشكر على تطبيق الحديث (رب مبلّغ أوعى من سامع)، ولكن أعتقد أن الأمر وبهذا المستوى تجاوز مفهوم الحديث إلى ثقافة النسخ واللصق، فليت المرء منّا إذا استحسن أيّ محتوىً أن يطّلع عليه أولاً، فقد لا يروقه غير العنوان، فإذا ما اطّلع عليه وسبره ورأى لزوم نقله للآخرين؛ لخّصه أوّلاً وبشكلٍ مناسب، ثم يضيف عليه مقترحاته وتوصياته وما خرج به بعد قراءته، ومن ثم يرسل تلك الخلاصة بهدف الإفادة والإشارة، فهل نقف مع أنفسنا مثل هذه الوقفات الثقافية قبل النسخ والنقل؟
فاعقلها ثم انقلها
هل تعاني من هذه المشكلة في الواتس اب ؟؟